عقبات الحياة يتعرّض كثيرٌ من النّاس في حياتهم إلى انتكاسات أو يواجهون عقبات، وليس ذلك بالمستغرب فتلك سنّة الحياة وهذا ديدنها فليس كلّ ما في الحياة جميل أو ميسّر للإنسان؛ بل هناك صعوبات وتحدّيات تتطلّب من الإنسان أن يمتلك القوّة والصّبر حتّى يستطيع مواجهة تلك التّحديات والخروج منها بسلام، بل إنّ كثيرًا من التّحديات التي تواجه الإنسان ينبغي أن تعلّمه من العبر الكثير؛ بحيث لا يُقدم على الوقوع في الخطأ الذي وقع فيه مرّة أخرى، أو لا يثق بالشّخص الذي غدر معه في علاقته من قبل.
كيف تبدأ حياتك من جديد؟ إنّ النّهوض بعد كبوة مطلوبٌ في الحياة، فمهما واجه الإنسان من محن وابتلاءات عليه أن يتجاوزها، وأن يبدأ حياته من جديد كما خلقته أمّه أوّل مرّة، وإن ذلك يتمّ من خلال ما يلي:
- النّسيان وطيّ صفحة الماضي؛ فالإنسان الحكيم الذي يريد أن يبدأ حياته من جديد عليه أن ينسى ما مرّ به من المآسي والتّحديات الصّعبة وأن يعمل على محوها من ذاكرتها، وأن يعزم على عدم التّفكير بها مرّة أخرى، فاسترجاع السلبيّات من الذّاكرة يعرقل الحياة الإنسانيّة ويشوّشها ويضعف طاقة الإنسان، بينما يعمل نسيانها على بثّ روحٍ إيجابيّة عجيبة في نفس الإنسان تدفعه لأن يبدأ حياته من جديد بهمّة وعزيمة قويّة .
- الإيمان بأنّ هذه الحياة الدنيا هي مجرّد ممر لحياة هي أجمل وأروع وهي الحياة الآخرة حيث الجنّة والنّعيم المقيم، وإنّ من شأن هذا الإيمان أن يحثّ النّفس على أن لا تركن إلى هذه الحياة وأن لا تضعف مهما واجهت من ابتلاءات وامتحانات، ذلك بأنّ الله سبحانه يبتلي المسلم ويمتحنه فيها حتى يختبر إيمانه وصبره، فمن نجح في هذا الاختبار حصل على جائزة الله ونال رضوانه ورفعت درجاته .
- أن يتعلّم الإنسان من دروس الحياة، وفي الحديث ل(ا يلدغ مؤمن من جحر مرّتين)، وهذا يعني أنّ الإنسان ينبغي له في كلّ مرّة يبدأ فيها حياته ويستأنفها من جديد أن يتعلّم من أخطائه وكبواته حتّى لا يقع فيها مرّة أخرى، وهذا الأمر يغفله كثيرٌ من النّاس فتراهم يتعرّضون باستمرار للسّقوط .
- أن يتعرّف الإنسان على أناسٍ جدد يتّصفون بالإيجابيّة في حياتهم وتعاملاتهم؛ فالإنسان يحتاج باستمرار إلى أن يُجدّد طاقاته وحيويته بالتّعرف على أناس جدد يكتشف فيهم مهارات وطاقات جديدة تستثير فيه الجوانب الإيجابيّة بعيدًا عن السّلبيّات .
- على الإنسان أن يقتدي بالنّاجحين في الحياة وينظر كيف بدؤوا حياتهم من جديد ويتعلّم منهم .